الأحد، 17 أبريل 2011

سميح خلف: كونداليزا رايس والفوضى البناءة وشرق أوسط جديد .. (نظرة تحليل)

منذ نشأة إسرائيل على الأرض الفلسطينية ومحاولة اغتصابها للأرض وللتاريخ تعرض الشرق الأوسط إلى عملية فوضى أساسها هذا الوجود الغريب على المنطقة وعلى العادات والتقاليد وغزوا للتاريخ .

لا يوجد فوضى في العالم ومهما فسرنا ( كلمة فوضى ) التي تعني غياب للحقائق والقانون وسيطرة قانون الغاب كشريعة تحكم العلاقات الإنسانية وتغتصبها وبتبويباتها سلوك نحو الانهيار للمجتمعات برمتها .

وعندما تحدثت كوندا ليزا رايس عن الفوضى الخلاقة لا أعتقد بصحة تشخيصها لما يدور في المنطقة إلا أنها تحاول الالتفاف على طبيعة المشكلة وهو الوجود الصهيوني على أرض فلسطين ، وكوندا ليزا رايس تحاول بعملية تعتيم دبلو ماسي أن تقلب الحقائق والوقائع وتحاول أن تحول حركة الشعوب ومقاومتها إلى تعريف الفوضى الخلاقة .

فالمقاومة العربية التي أتت على قاعدة ما أستنزف وما أحتل من الأرض العربية في فلسطين والجولان ومصر وعمليات القهر المتعمدة للمواطن العربي بشكل عام ، أتت المقاومة وهنا تصحيح للسيدة كوندا ليزا رايس لتصنع الحياة في المجتمعات العربية التي حاولت إسرائيل وبالتأكيد أمريكا أن تضعها في مهب الريح من دكتاتورية بغيضة وحجر على الأنفاس والمسامات وكذلك عمليات القهر المتعمد السياسي والسلوكي والاقتصادي التي يتعرض لها الشعب العربي صباحا ومساء.

كوندا ليزا رايس لا تقول عمّا يدور في أعماقها لحقيقة الأشياء ووقائعها على الأرض فيجب على كوندا ليزا رايس وبعد 58 عام من زرع بذور الفوضى في المنطقة وما قابلها من قانون الشعوب الذي اعتمد على المقاومة لإنهاء عمليات الفوضى التي مارستها إسرائيل في المنطقة عليها أن تعترف بحقوق الشعوب العربية والشعب الفلسطيني واللبناني والعراقي في تقرير مصيره على أرضه ويجب أن تعترف كوندا ليزا رايس أن عملية الفوضى التي تدعي أنها خلاّقة من خلال غزوها وديمقراطيتها الدموية أنها خلقت واقع في المجتمعات العربية يسوده التشرذم والتعصب والعشائرية والقبلية وهذا ما حدث في الجزائر والعراق ولبنان وما يحدث في فلسطين وعلى كوندا ليزا رايس أن تعترف بطبيعة تعريف الإرهاب الذي تواجد مع تواجد فكر الغزو والإستعمار وقوانين العولمة الظالمة فالإرهاب هو ما تقوم به أمريكا وإسرائيل والحق وما تقوم به المقاومة الفلسطينية واللبنانية والعراقية وفي كل الساحات التي تطالب بحقوقها الإنسانية الاقتصادية والسياسية والثقافية .

كوندا ليزا رايس تتحدث عن شرق أوسط جديد نعم أننا نوافق على بلورة شرق أوسط جديد تكون دعائم وجوده الحرية والعدل والمساواة لشعوب الأمة العربية ونوافق على شرق أوسط جديد ينتهي فيه العدوان الإسرائيلي وتعود الحقوق للشعب الفلسطيني في فلسطين وتعود حقوق المواطن العربي المعنوية والمادية على أرضه هكذا نبني شرق أوسط جديد وأمام الإدارة الأمريكية ولإرساء سلام دائم في المنطقة الخيارات الأتية :-

1- بعد فشل إسرائيل في تكريس وجودها على أرض فلسطين وتثبيت نظرية الأمن لها على حساب الدول المجاورة وعلى حساب الشعب الفلسطيني وبرغم الدعم الكامل من الدول الكبرى لوجودها فإن هناك معادلات جديدة تقابل هذا الوجود المغتصب أن النظام الرسمي العربي والتي هزمته إسرائيل في معاركها العسكرية والسياسية ما عاد ليكن هو المقياس لمعادلة الصراع فهاهي المقاومة الفلسطينية والمقاومة اللبنانية والمقاومة العراقية تخرج تلك الأنظمة ميدانيا من معادلة الصراع وهاهي إسرائيل وعلى لسان شمون بيرز يقول أن معركتها مع حزب الله هي معركة وجود ونقول أيضا أن معركة المقاومة هي معركة وجود أيضا ولا حلول ولا وسطية ولذلك وبعد الهزيمة العسكرية التي تلاقيها إسرائيل يوميا ميدانيا وفي عمق وجودها ولذلك وبعد فشل إسرائيل في إحداث نصر عسكري وسياسي في المنطقة أصبح الواقع أكثر نضوجا لإقامة دولة ديمقراطية على الأرض الفلسطينية بكاملها تحفظ الحقوق لجميع الديانات وفي عملية ديمقراطية ليست خلفيتها الفوضى البناءة كما تقول كونداليزا رايس ولكن حقائق فرضتها وقائع الصراع على الأرض بأن لا أمن لدولة عنصرية نازية على أرض الرسالات السماوية .

2- الخيار الثاني على كونداليزا رايس إذا كانت ستتعامل برؤية بوش إقامة دولتين على أرض فلسطين فعليها الدخول فورا بطرح مبادرتها السياسية التي لابد أن تحتوي على إنسحاب كامل وغير مشروط من الأراضي العربية التي إحتلت قبل الخامس من حزيران و إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة الموحدة الجغرافيا في الضفة وغزة والانسحاب من الأراضي العربية في الجولان والجنوب اللبناني وفك المعاهدات التي صيغت في كامب ديفيد ووادي عربة وأوسلو ولأنها لا تحقق الاستقرار في المنطقة ويبقى هذا الخيار نجاحه مرهون بعملية الزمن وانهياره أيضا مرتبط بعملية الزمن .

3- الخيار الثالث أن يغيب عن كونداليزا رايس والإدارة الأمريكية فكر المقاومة البناءة وتعتمد في مبادرتها على الفوضى البناءة وهذا أخطر ما يواجه المنطقة حيث ستزداد عملية وبالطرح الأمريكي الإرهاب المتطرف التي عجزت إسرائيل وأميركا عن مواجهته في مناطق مختلفة في العالم وتبقى الأحلاف الأمريكية في المنطقة منعزلة تماما عن حركة شعوبها ومطالبها ولم تستطيع أميركا وإسرائيل من كبح قوى المقاومة في الوطن العربي التي تزداد يوما بعد يوم نتيجة الحالة الشعورية والمادية واللاشعورية أيضا من الوجود الصهيوني على أرض فلسطين وتبقى فرضيات الحل في المنطقة التي لها وجهة نظر واحدة حماية الكيان المغتصب في وجوده على الأرض حلول لن تنهي صراع ولن تنهي إنهيار في العملية الأمنية في منطقة الشرق الأوسط ولم تشبع حالة الشعوب الفلسطينية واللبنانية والعراقية وباقي الشعوب العربية من إشباع ذاتياتها الوطنية وحقها بالعيش في سلام في منطقة لا يوجد بها مغتصب ولا يوجد بها دولة عنصرية فاشية على أرض فلسطين .

الخيارات مفتوحة أمام أميركا وحلفائها في المنطقة وعليهم أن يختاروا سلام دائم وعادل في المنطقة أم تبقى المنطقة على بؤر من نار لن ينالوا من خلالها وجودا آمنا لهذا المغتصب للأرض وللتاريخ .

بقلم / م . سميح خلف

SAMEEH_KHALAF_2002@YAH..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق